عندما داهمني الموت
في أحد ليالي الخشوع التي أنفرد بها بيني و بين خالقي ،في سجادة الصلاة
التي ترافقني في كل ليلة خشوعي وضعت رأسي عليها بوضعية الجلوس ووضعت كل ثقلي عليها
لفترة من الزمن ليست بالقصيرة.
وقفت مستعيذة من الشيطان و الكسل الذي كبلني؛و بينما أنا أقف مستقبلة القبلة
فجأة أحسست أن الدم تدفق على رأسي بشكل غير طبيعي و لساني ثقل على و نبضات قلبي تتسارع،و
أصبحت أشاهد ظلمة في عيوني و سوادا حالكا و كدت أسقط على الأرض بشدة ثقل رأسي, و في هذه اللحظة أيقنت أن حان موعد موتي و امتلأ
قلبي خوفا و فجعا من هذه النهاية و أن موعد توديع هذه الدنيا قد حان.
و لكن تذكرت في تلك اللحظة التي إجتمع في قلبي الخوف و الفزع تذكرته قوله
تعالى ( رب ارجعـــون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)،كنت أريد الصراخ بها و قولا بأعلى
صوت لي و لكن صوتي لم يكن يسمع في تلك اللحظة لأنني كنت في لحظة الإحتظار و سكرات الموت،و
كنت أفكر أنني لم أخشع في صلاتي هذه ،و لو كنت أعلم أنها ٱخر صلاة لي لخشعت خشوعا لم
أخشعه بحياتي؛
و شريط حياتي كله مر أمام عيني و كم من الأعمال الخيرية التي كنت أريد
فعلها و لكن أقوم بتسويفها لأسباب تافهة، كنت أريد الصراخ و التوسل إلى ربي أن يمنحني
وقتا لكي أفعل كل ما زعمت على فعله
و في تلك اللحظة
أحسست أن الظلمة بدأت في الاختفاء كأن الله عزوجل سننظر ماذا ستفعلين.
تحويل كود إخفاء محول الأكواد الإبتسامات إخفاء